تحولات داعش الحرجة في اليمن: من الهجمات الإرهابية إلى "التجربة الاقتصادية"
بين حين وآخر، يعاود تنظيم داعش في اليمن المعروف أيضاً بـ"ولاية اليمن" الظهور على الساحة مُوجهاً رسائل مفادها أنه ما زال باقياً ولم ينتهِ رغم أن واقعه يقول إنه عجز عن التمدد وتبددت قوته الضاربة التي حازها في بداية نشاطه داخل البلاد، أواخر عام 2014، وأوحت في حينها بأنه سيشكل رقماً لا يمكن تجاوزه في المعادلة اليمنية، وهو ما لم يحدث بالطبع.
فعقب إعلان التنظيم المركزي، في أغسطس 2023، مقتل خليفة داعش السابق أبو الحسين الحسيني وتولية أبو حفص الهاشمي القرشي خلفاً له، نشرت وكالة أعماق- الذراع الإعلامية للتنظيم- صوراً لأداء مقاتليه في اليمن البيعة للخليفة الجديد، وهو الأمر الذي تكرر سابقاً حين نُصب الحسيني خليفةً، أواخر نوفمبر 2022، ومن قبله أبو الحسن الهاشمي، في مارس 2022(١).
وبخلاف تلك المرات الثلاث، والتي تفصل عدة أشهر بين كل واحدة منها، لم يُظهر داعش في اليمن أي نشاط تقريباً باستثناء مرة واحدة، في يوليو 2022، أعلن فيها تنفيذ أحد مقاتليه الأجانب "المهاجرين" هجوماً انتحارياً على موكب يضم كوادراً من جماعة الحوثي بمنطقة عفار التابعة لمديرية الملاجم في محافظة البيضاء، جنوب شرقي صنعاء، وهذا يُعطي لمحة عن الوضع الحقيقي لداعش في اليمن، والذي تراجع بصورة دراماتيكية على مدار السنوات الماضية حتى كاد يضمحل تماماً(٢).
ورغم أن التنظيم حظى باهتمام إعلامي كبير نسبياً، منذ بدايات نشأته وحتى الآن، إلا أنه لم يخضع لدراسة بحثية حقيقية نتيجة لأسباب عدة منها عدم توافر المعلومات الأوّلية من مصادر موثّقة، وانتشار العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة حوله، وانصباب التركيز الأكبر على غريمه التقليدي تنظيم القاعدة في اليمن والذي يُسمي نفسه "أنصار الشريعة"، علاوة على وجود حالة تحيز تحليلي لدى بعض الدوائر التي اهتمت بدراسة حالة داعش والتي حاولت تكييف المعطيات مع قناعتها السابقة المستمدة من دراسة حالة القاعدة في اليمن، دون مراعاة الفوارق والتباينات بينهما.
ونتيجة الأسباب السابقة وغيرها، قدمت هذه الدوائر البحثية وكذلك المنظمات الدولية صورة غير دقيقة بشكل كافٍ لحالة داعش في اليمن وتورطت في نقل معلومات غير صحيحة، ومن الأمثلة على ذلك خطأ فريق الخبراء (الدعم التحليلي) المعني بداعش والقاعدة في مجلس الأمن الدولي، الذي ذكر في تقريره الصادر في فبراير 2023، أن ناصر عوض الغيداني يشغل، حالياً، منصب المسئول الشرعي للتنظيم رغم أنه قُتل في غارة جوية أمريكية، في أكتوبر2017 (٣).
ولا يعد الخطأ السابق استثنائياً بل سبقته وتلته جملة من الأخطاء والمعلومات غير الصحيحة التي بنيت عليها تقديرات تُبالغ أو تهون من قدرات داعش في اليمن.
في الحقيقة، لا يمكن فهم حالة داعش في اليمن دون العودة إلى جذور نشأته وبدايات نشاطه، فالتنظيم الذي تزامن الإعلان عنه مع تمدد داعش في العراق وسوريا بعد شقاقه الشهير مع قيادة القاعدة في خراسان، تشكل بالأساس كحالة من الانشقاق والتمرد على قيادة القاعدة في اليمن، والتي انحازت لقاعدة خراسان بعد أن فشلت جهودها في التوسط لإنهاء الخلافات الجهادية بين داعش والقاعدة(٤).
وبحسب رسائل من أرشيف التنظيم، فإن قيادة داعش المركزية ولّت أبو أسامة المهاجر/ أبو سليمان المهاجر، محمد كنعان السياري، أميراً على التنظيم في اليمن، عام 2014، لتأسيس ولاية داعشية وإعداد "جيش المدد" أو "جيش عدن أبين"، الذي يحظى برمزية كبيرة في المخيال الجهادي العام بناءً على تفسيرات يقدمها الجهاديون لنصوص تراثية(٥).
وأرسلت قيادة التنظيم، في فترة تالية، 3 من كوادرها المخضرمين هم عبد الواحد العراقي، وأبو محمد الجزراوي (السعودي)، وأبو صالح الجزراوي ليساعدوا "المهاجر" على تأسيس فرع قوي للتنظيم هناك، وتولى هؤلاء الثلاثة مهام قيادة عديدة على مدار 4 سنوات، فعمل الأول كمسئول أمني وطبي، وعمل الثاني مسؤولاً عسكرياً، وعمل الثالث مسؤولاً عن الأمن أيضاً، وجميعهم كانوا أعضاءً بمجلس شورى داعش في اليمن(٦).
وكذلك انضم للتنظيم مقاتلون وقادة أجانب (مهاجرون) آخرون منهم أبو محمد الكناني (المصري)، أحد أمراء داعش والذي تولى مسئولية لجنة المظالم في "داعش اليمن"(٧)، وعلى صعيد آخر أمدت القيادة المركزية الفرع الناشئ بمئات الآلاف من الدولارات لتوفير التمويل اللازم للعمل.
ولعب أبو أسامة المهاجر دوراً في استقطاب العشرات من الأتباع، أواخر 2014، ومن هؤلاء مجموعة أبو وقاص العدني، أحد أئمة المساجد في مدينة عدن ممن شكلوا مجموعة من مجموعات المقاومة الشعبية التي قاتلت ضد الحوثيين في تلك الفترة وتكونت من نحو 200 مقاتل انضموا لداعش، وساهموا في بروز التنظيم في بدايته داخل العاصمة المؤقتة، كما أمدوه بمجموعة من الألغام المضادة للدبابات المنهوبة من مخازن الجيش اليمني، التي أُعيد استخدامها في تفخيخ السيارات وتصنيع العبوات الناسفة لمدة 4 سنوات تالية تقريباً(٨).
وأسس داعش في اليمن عدداً من الولايات (ولاية عدن، ولاية البيضاء.. إلخ)، على غرار ما فعل التنظيم المركزي في سوريا والعراق، ونفذ سلسلة من الهجمات الإرهابية أبرزها تفجير مسجدي بدر والحشوش بالعاصمة صنعاء(٩)، في مارس 2015، واستهداف مقري الحكومة المؤقتة والقوات الإماراتية في عدن، في أكتوبر من نفس العام(١٠).
على أن هذا النشاط لم يتناسب مع الإمكانيات والدعم الذي تلقاه الفرع اليمني لداعش، والذي فاق نظيره المقدم لأفرع داعشية أخرى، داعش في ليبيا وسيناء وأفغانستان، والتي تفوقت جميعها من الناحية العملياتية على داعش اليمن، ولذا أبدت القيادة المركزية للتنظيم تململاً وغضباً من قيادة الفرع اليمني، حسبما تُبين وثائق ومراسلات الإدارة العامة للولايات الداعشية (عُرفت وقتها بإدارة الولايات البعيدة(١١).
اعتمد داعش في اليمن على المبالغة في استخدام العنف ضمن استراتيجية "الصدمة والرعب"، قاصداً من وراء ذلك تخويف خصومه وهزيمتهم نفسياً حتى يتسنى له هزيمتهم عسكرياً، لكن دموية الهجمات التي شنها انعكست سلباً عليه وأدت لوجود حالة من النفور تجاه وحشيته المفرطة، والتي انتقدها حتى منافسه الجهادي "قاعدة اليمن" الذي تبرأ من هجمات مسجدي صنعاء، عام 2015(١٢).
ونتيجة هذه الوحشية وغيرها من العوامل، فشل التنظيم في إيجاد جذور راسخة له في التربة اليمنية وكسب ود القبائل اليمنية، وحينما حاول، بعد ذلك، التودد لبعض وجهاء القبائل في قيفة بمحافظة البيضاء حدثت خلافات داخلية في صفوفه، ورفض بعض القادة الأجانب (المهاجرون) هذا النهج باعتبار أن أبناء القبائل "مرتدون"، ودخلوا في صراع مع نظرائهم اليمنيين (الأنصار)(١٣).
وتجدر الإشارة إلى أن التنافس الجهادي بين داعش والقاعدة في اليمن خصم أيضاً من رصيد الأول وعقد مهمته الصعبة أصلاً، وساهم في حرمانه من كسب ولاء بعض أبناء القبائل ممن دعموا الجهاديين، كما أن التنظيم الأخير عمد إلى استقطاب كبار الجهاديين الذين أيدوا الفرع اليمني لداعش، بادئ الأمر، كمأمون الحاتم أحد كبار قادة القاعدة، الذي أيد داعش في اليمن ثم انفض عنه لاحقاً، علاوة على اختراق قاعدة اليمن لشبكات داعش وحصولها على معلومات هامة عن أنشطته وقيادته، حتى أنه سرب قسماً من تلك المعلومات في إصدارات إعلامية لمؤسسات شبه رسمية تابعة له، في مناسبات متفرقة(١٤).
ونجحت جهات أخرى غير قاعدة اليمن في اختراق تنظيم داعش وزرع جواسيس داخله والذين حصلوا بدورهم على معلومات هامة عن قيادة التنظيم وعن مواقعه الحيوية والتي تم استهدافها من قبل قوات التحالف العربي، ومن قبل الولايات المتحدة الأمريكية(١٥).
ومن ناحية أخرى، عانى داعش في اليمن من ضعف كفاءة قيادته العليا، وهو ما أدركته قيادة التنظيم المركزي، متأخرة، بعد أن وصلها سيل من المراسلات والشكاوى التي تنتقد الأوضاع في هذا الفرع، وحالة التشرذم والانقسام التي عاشها والتي أدت إلى حدوث حالات فرار من قبل القادة الأجانب الذين أرسلتهم القيادة المركزية لليمن- كعبد الواحد العراقي الذي فر لدولة مجاورة حيث تم القبض عليه-، بجانب حدوث انشقاقات عديدة في صفوفه- منها انشقاق المسئول الأمني أبو صادق الشبواني، والقيادي أبو خيبر الصومالي وآخرين، وفي المقابل ردت قيادته باغتيال بعض المنشقين وتسبب ذلك في حدوث أزمات داخلية فشلت جلسات التحكيم في تسويتها(١٦).
ومن اللافت أن قيادة داعش العليا توسعت في عملية اغتيال مخالفيها بمجرد الشبهة حتى لو لم ينشقوا عن التنظيم، كما أنها اغتالت نسوة من التنظيم، منهن زوجة ناصر عوض الغيداني، مسئول التنظيم الشرعي سابقاً، والمكنى بأبي بلال الحربي، بعد مقتله، في 2017، بسبب معرفتها بأمور تنظيمية دون أن يتم اتهامها بتسريب المعلومات التي لديها أو العمالة لأطراف خارجية(١٧).
وفضلاً عن الانشقاقات، شهد التنظيم حالات فساد مالي وسرقات، لعل أبرزها سرقة أبو محمد المهاجر مسئول الحدود في داعش اليمن مئات الآلاف من الدولارات وهروبه من التنظيم وهو الأمر الذي تكتم عليه التنظيم(١٨)، وأيضاً وُجدت حالات فساد أخلاقي منها وجود علاقات نسائية غير شرعية بين جنود وقادة بالتنظيم(١٩)، ومنها وجود حالات تحرش بالمراهقين المنضمين لداعش باليمن والذي عُرفوا بـ"المُردان"، وأدت تلك المشكلات إلى تدخل قيادة داعش المركزي، طالبةً إشغال "المُردان" في نقاط الرباط ووضعهم تحت إمرة قيادي كبير السن، مع إلزامهم بحلق شعر الرأس وارتداء قناع للوجه والبعد عن الترف في المظهر والملابس(٢٠).
وعلى صعيد الخلافات المنهجية، يمكن القول إن التنظيم لم يكن لديه منهج أو أيديولوجيا واضحة المعالم، فقادته ومقاتلوه كانوا أخلاطاً ممن يتبنون نهج السلفية الجهادية التقليدية وممن تأثروا بأفكار جماعات إسلامية لدرجة أن بعض قادة التنظيم، كأبي وقاص العدني، تعاونوا مع أطراف يُكفرها داعش بحجة تنسيق الجهود في مواجهة الحوثيين، وهو ما اعترضت عليه قيادة التنظيم المركزي(٢١).
وبنظرة تحليلية للأسباب المذكورة، يتضح أن داعش في اليمن واجه مشكلات معقدة فشلت قيادته في التعامل معها، وعانى من اختراقات على مستوى القيادة أدت لتقويض بنيته التنظيمية وتحييد قادته الفاعلين، بما في ذلك أبو أسامة المهاجر، الأمير المؤسس لداعش، والمسئول المالي للتنظيم وغيرهما ممن قبضت عليهم القوات الخاصة السعودية، في عملية نفذتها في يونيو 2019، إضافةً لمقتل قادة آخرين منهم أمير التنظيم الثاني أبو الوليد العدني، في الظهرة بمنطقة قيفة(٢٢)، في أغسطس 2020، والذي واكب مقتله خسارة التنظيم لآخر معاقله في قيفة اليمنية التي ظل يُقاتل فيها غريمه التقليدي "القاعدة"، قبل أن يستولى الحوثيون على المنطقة ويطردوا ما تبقى من مقاتلي التنظيمين(٢٣).
أمام الفشل التنظيمي والعملياتي الذي منى به التنظيم في اليمن، وجهت قيادة داعش المركزي بإجراء عملية إعادة هيكلة والاعتماد في بناء التنظيم، مرة أخرى، على فلسفة عدم التمكين بما يعني أنه تحول من كونه فرع يضم عدداً من الولايات المكانية المفترضة إلى ولاية أمنية واحدة باسم "ولاية اليمن" تضم عدداً من القواطع الإدارية الأصغر(٢٤).
وحدثت عملية إعادة الهيكلة قبيل فترة من القبض على أبو أسامة المهاجر، أي أنها تمت مع التحول الاستراتيجي الذي حصل في داعش قبيل وبعد انهيار خلافته المكانية، في مارس 2019، وجنوحه نحو اتباع نهج حرب العصابات الاستنزافية، وفي إطار هذه العملية جرى إنشاء مكتب "أم القرى"، والذي يُمثل القيادة الإقليمية لداعش في شبه الجزيرة العربية ويترأسه أمير الفرع اليمني لداعش(٢٥).
واضطلع مكتب أم القرى بمهام لوجيستية بالأساس، نتيجة ضعفه العملياتي، ولعب دوراً في عمليات نقل الأموال بين أفرع التنظيم بالتنسيق مع مكتب الكرار الموجود لدى فرع داعش في الصومال، وهو ما تؤكده تقارير فريق الدعم التحليلي بمجلس الأمن الدولي وغيرها.
ورغم إعادة الهيكلة، إلا أن داعش في اليمن فشل في لملمة شتات نفسه وإعادة بناء شبكته التنظيمية مرة أخرى، ويبدو هذا واضحاً عند مراجعة نشاطه العملياتي الخافت على مدار السنوات الثلاث الماضية، والذي يرجع لضعف قدراته العملياتية وتناقص أعداد مقاتليه الذين يقدرهم مجلس الأمن، في أحدث تقاريره، بنحو 100 مقاتل فقط، في الوقت الراهن(٢٦).
ويُركز ما تبقى من داعش في اليمن على محاولة التعايش والبقاء، وينصب نشاطهم الرئيس على السلب والنهب والقيام بأعمال الخطف والفدية للحصول على الأموال، كما حصل مع رجل الأعمال الحضرمي عبدالله أبو بكر العدني الجنيد المعروف بـ"الماهر"، والذي خطف التنظيم نجله البالغ من العمر 15 عاماً وأفرج عنه، في مارس الماضي بعد الحصول على فدية(٢٧).
ومن الجدير بالذكر أن هذه العمليات تتم بتوجيه ومباركة قيادة داعش المركزي في سوريا والعراق والتي وجهت أتباعها في مختلف المناطق إلى التركيز على ما تسميه بملف "التجربة الاقتصادية"، القائم على جني الأموال عن طريق ابتزاز أصحاب رؤوس الأموال وتوظيف تلك الأموال لتمويل أنشطة كل فرع داعشي ومن خلفه التنظيم المركزي الذي يحصل على نسبة قدرها 25% من العائدات الشهرية(٢٨).
وحفزت الإدارة العامة للولايات أعضاء التنظيم في اليمن وغيرها من الدول على الانخراط في "التجربة الاقتصادية" عن طريق رفع نسبة الأعضاء العاملين في هذا الملف لـ2% من إجمالي الأموال التي يتحصلون عليها بجانب منحهم مكافآت إضافية(٢٩).
بيد أن تركيز الفرع اليمني على "التجربة الاقتصادية" عزز من تراجعه العملياتي، وحول التنظيم إلى مجموعة عصابات تقليدية لكن بمسحة سلفية جهادية نابعة من ارتباطه بالشبكة العالمية لتنظيم داعش.
استناداً إلى ما تقدم، يمكن القول إن داعش في اليمن، والذي يطلق على نفسه اسم ولاية اليمن، نشأ كحالة انشقاق عن تنظيم القاعدة/ أنصار الشريعة، وحاول تأسيس وجود قوي له في البلاد وابتلاع غريمه الجهادي "القاعدة"، لكن محاولاته باءت بالفشل نتيجة أسباب عدة منها سعيه لحرق المراحل والانطلاق مباشرة لتأسيس الولايات المكانية، وفشل قيادته العليا في مهام القيادة والسيطرة وما ترتب على هذا من نشوب خلافات وانشقاقات داخل التنظيم، بجانب ضعف الجانب الأمني له واختراقه من قبل جهات عدة حاولت توظيفه، بشكل غير مباشر لخدمة مصالحها الذاتية، وعدم قدرته على إنشاء روابط وصلات قوية مع المجتمع القبلي المحلي بحيث يُثبت أقدامه داخل البلاد.
وعندما فشل التنظيم في تحقيق أهدافه وانهار حلم الولايات اليمنية التي سيخرج منها "جيش المدد" الجهادي تحول التنظيم إلى منظمة عصابات تقليدية تُركز على البقاء والتعايش وجني الأموال عن طريق السلب والنهب والأعمال غير المشروعة، وتم هذا التحول بالتوازي مع انهيار الخلافة المكانية، وتوجه داعش إلى تعميم فكرة التجربة الاقتصادية على أفرعه المختلفة ليتمكن من تمويل أنشطته بعد نضوب موارده الرئيسية التي كانت تُدر عليها دخلاً كبيراً.
وفي حين وجد داعش في اليمن مسوغاً وغطاءً شرعياً للتوسع في عمليات السلب والخطف والفدية وغيرها تحت ذريعة التجربة الاقتصادية، إلا أن نيران تلك التحولات ارتدت إلى صدره وساهمت في مزيد من تشويه صورته الذهنية السيئة بالأساس، ليبقى التنظيم في النهاية ضعيفاً ومعزولاً وغير قادر على "التمدد" الذي حلم به عندما وُجدت نواته الأولى داخل البلاد.
1 بيعة جنود الخلافة في اليمن لأمير المؤمنين أبي حفص الهاشمي القرشي، وكالة أعماق (الداعشية)، 6- 8- 2023.
٢ قتلى وجرحى من مليشيا "الحوثي" بهجوم استشهادي في البيضاء، وكالة أعماق، 10- 7- 2023.
٣ التقرير الثلاثون لفريق الدعم التحليلي بشأن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وما يرتبط بهما من كيانات، مجلس الأمن الدولي، فبراير/ شباط 2023، ص 17.
٤ عبد الرزاق الجمل، "داعش" في اليمن... قصة البداية والنهاية، صحيفة الأخبار، 14- 11- 2020، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/22dpfkhx.
٥ أحمد سلطان، خاص.. "المرجع" يكشف هوية قادة داعش المقبوض عليهم في اليمن (فيديو)، موقع المرجع، 25- 6- 2019، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/nhd32jsx.
٦ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة بالدولة الإسلامية، 3- 10- 2017، وثيقة لدى الباحث.
٧ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 48 إلى إدارة الولايات البعيدة بالدولة الإسلامية، 28- 12- 2015، وثيقة لدى الباحث.
٨ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
٩ مجزرة دموية بصنعاء استهدفت مسجدين تخلف 137 قتيلاً و357 جريحاً، وكالة الأنباء الصينية " شينخوا"، 21- 3- 2015، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/22cnscwn.
١٠ اليمن.. "داعش" يتبنى تفجيرات عدن، العربية. نت، 6- 10- 2015، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/y2yz97f3.
١١ رسالة إدارة الولايات البعيدة إلى أبو أسامة المهاجر، 20- 10- 2017، وثيقة لدى الباحث.
١٢ القاعدة بشبه الجزيرة العربية تنفي مسئوليتها عن تفجيرات صنعاء: نحن لا نستهدف المساجد والأماكن العامة، سي إن إن بالعربية، 20- 3- 2015، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/ys9cnvcf.
١٣ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
١٤ تغريدات الشيخ مأمون الحاتم عن بيعة اليمن لخليفة المسلمين، موقع جهاديكا، 12- 2014، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/bddfafks.
١٥ إبراهيم علي، هل عاد تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى اليمن؟، مركز سوث 24 للأخبار والدراسات، 28- 7- 2022، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/yuujzyz4.
١٦ رسالة عبد الواحد العراقي لأبي سليمان المهاجر، 28- 12- 2017، وثيقة لدى الباحث. رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
١٧ رسالة أبو أسامة المهاجر عن ملابسات تصفية زوجة أبو بلال الحربي، بلا تاريخ، وثيقة لدى الباحث.
١٨ رسالة أبو اسامة المهاجر إلى أبو عمر الفاروق وإدارة الولايات البعيدة عن أبو أسامة المهاجر عبد المجيد محمد الحربي، بلا تاريخ، وثيقة لدى الباحث.
١٩ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
٢٠ رسالة إدارة الولايات البعيدة رقم 91 رداً على رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 86، 13- 5- 2017، وثيقة لدى الباحث.
٢١ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
٢٢ الحوثيون: مقتل زعيم داعش في اليمن وعدد من قادة التنظيم في اشتباكات وسط البلاد، سي إن إن بالعربية، 22- 8- 2020، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/3226n32p.
٢٣ الحوثيون يسيطرون على المعقل الرئيسي لتنظيمي داعش والقاعدة في اليمن، المهرة بوست، 17- 8- 2020، متاح على الرابط التالي: https://tinyurl.com/46n8r85p.
٢٤ رسالة أبو أسامة المهاجر رقم 91 إلى إدارة الولايات البعيدة، مصدر سبق ذكره.
٢٥ التقرير الثلاثون لفريق الدعم التحليلي بشأن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وما يرتبط بهما من كيانات، مصدر سبق ذكره، ص 5.
٢٦ التقرير الثاني والثلاثون لفريق الدعم التحليلي بشأن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وما يرتبط بهما من كيانات، مجلس الأمن الدولي، يوليو/ تموز 2023، ص 17.
٢٧ تنظيم اللصوص.. وثائق مسربة تكشف أسرار خلايا السلب والنهب الداعشية، أخبار الآن، 21- 4- 2023، متاح على الرابط التالي: https://akhb.ar/eR0SI.
٢٨ رسالة الإدارة العامة للولايات إلى والي اليمن رداً على الرسالة رقم 93 بشأن التجربة الاقتصادية، 16- 2- 2018، وثيقة لدى الباحث.
٢٩ رسالة الإدارة العامة للولايات إلى أمراء المكاتب بشأن التجربة الاقتصادية، 21- 1- 2021، وثيقة لدى الباحث.
إخلاء للمسئولية: تعبّر وجهات النظر المذكورة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المركز أو فريق العمل.
التعليقات