شهدت الأيام الماضية تحولاً نوعياً في وتيرة التصعيد بين الحوثيين من جانب والاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر، وكان الملاحظ بشكل رئيسي أن الطرفان انتقلا من القواعد التي كانت حاكمة للاشتباك الدائر بينهما من نوفمبر 2023، إلى مرحلة أخرى أكثر تصعيداً، يغلب عليها نمط المواجهة المباشرة، وليس الاعتماد على سياسات الحلفاء في مواجهة الحوثيين، كما في حالة إسرائيل، أو الاعتماد على العمليات الغير مباشرة التي كانت تتم في البحر الأحمر، أو مناطق الأطراف الإسرائيلية، كما في حالة الحوثيين، ويطرح هذا التحول في مسار التصعيد بين الجانبين تساؤلات مهمة بخصوص دلالاته ومآلاته على مستوى المواجهة بينهما على المدى القريب والمتوسط، وتداعياته على مستوى التصعيد في المنطقة بشكل عام، خصوصاً وأنه يأتي في سياق يشهد استمراراً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر العاشر، ومؤشرات متنامية فيما يتعلق باحتمالية شن إسرائيل حرب موسعة على حزب الله اللبناني شمال الأراضي المحتلة.
مؤشرات التحول في مسار التصعيد بين الحوثي وإسرائيل
انتقل التصعيد بين الحوثيين من جانب وإسرائيل من جانب آخر في الأيام الماضية إلى مرحلة أكثر خطورة، اعتمدت بشكل رئيسي على "المواجهة المباشرة" وفي العمق بالنسبة لهما، ويمكن تناول أبرز مؤشرات هذا التحول في مسار التصعيد، وذلك على النحو التالي:
دلالات التحول في التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل
حمل التصعيد الإسرائيلي الحوثي الأخير مجموعة من الدلالات المهمة، خصوصاً على مستوى الانتقال إلى مرحلة المواجهات المباشرة بين الجانبين، ويمكن إبراز دلالات هذا التصعيد، وذلك على النحو التالي:
حدود واتجاهات التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل
يمكن القول إنه في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها مسار التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل، فإننا قد نكون أمام سيناريوهين رئيسيين في هذا الإطار:
وفي المجمل يمكن القول إن المسارات المقبلة للتصعيد الحوثي الإسرائيلي، سوف تكون مرتبطة بشكل كبير بمجموعة من المحددات الرئيسية أولها مآلات الحرب الجارية في غزة والممتدة منذ 10 أشهر، ومصير المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار، وثانيها المسارات المحتملة بخصوص جبهة الشمال المحتل، خصوصاً مع وجود تأكيدات على استعداد "نتنياهو" على قدم وساق لشن عملية واسعة ضد حزب الله، وثالثها مكامن التوتر الإيراني الإسرائيلي ومساراته خصوصاً مع تجاوزه لمسألة الوكلاء الإيرانيين وتصعيدهم ليشمل الملف النووي.
إخلاء للمسئولية: تعبّر وجهات النظر المذكورة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المركز أو فريق العمل.
التعليقات