يتناول مركز اليمن والخليج للدراسات من خلال إصداره النوعي الشهري "تطورات المشهد اليمني"، أبرز التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في الملف اليمني على مدار الشهر، وكذلك التفاعلات الخارجية معها، كجزء من النشاط البحثي للمركز، من خلال طرح مقاربات أكثر عمقاً للتعامل مع الملف اليمني، توفر لصناع القرار والباحثين والصحفيين المعنيين بالملف اليمني مادة شاملة ومكثفة، يُمكن الاستفادة منها في مواكبة تطورات هذا الملف، وفي عملية صنع وترشيد السياسات، إضافة إلى ما يُنتجه المركز من إصدارات بحثية أخرى. 
يُركز التقرير الشهري لمركز اليمن والخليج للدراسات في تعاطيه مع تطورات المشهد اليمني على مدار الشهر، على الجمع بين نهجي الرصد والتحليل، بحيث يتم رصد أبرز التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية والخارجية التي شهدها الملف اليمني على مدار الشهر، ثم تحليل هذه التطورات وفق سياقاتها الزمنية وتفاعلاتها، وقد يتم تناول أبرز التطورات بشكل موسع من خلال المخرجات البحثية الأخرى للمركز من تحليلات وتقارير وتقديرات للموقف.

ملخص تنفيذي
كانت اليمن في شهر يوليو 2025، على موعد مع جملة من التطورات المتنوعة ومتعددة الأبعاد، التي عبرت بشكل واضح عن مسارات الأزمة اليمنية في الحقبة الراهنة، فعلى المستوى السياسي كان هناك مجموعة من الاتجاهات الرئيسية التي حكمت تفاعلات المشهد اليمني، خصوصاً فيما يتعلق باستمرار حشد قوى الشرعية اليمنية ضد الحوثيين، فضلاً عن تنامي التوترات مع البعثة الأممية سواءً على مستوى معسكر الشرعية أو على مستوى الحوثيين، وتنامي الاحتجاجات على وقع الأزمات المعيشية والمجتمعية في حضرموت، واستمرار توظيف الحوثيين للقضية الفلسطينية. 
على المستوى الأمني شهدت اليمن مجموعة من التطورات اللافتة، خصوصاً استمرار الهجمات الحوثية ضد إسرائيل مع عودة استهداف الحوثيين للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وفي المقابل استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين وسعي إسرائيل لتحفيز الولايات المتحدة لاستئناف هجماتها ضد الحوثيين، إضافة للتطورات المهمة على مستوى الانتهاكات والتصعيد الداخلي الحوثي، والهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة في مناطق الجنوب.
على المستوى الاقتصادي، استمرت بعض المنظمات والجهات الدولية والأممية في التحذير من الوضع الاقتصادي الراهن للبلاد، وذلك بالتزامن مع تنامي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في مناطق سيطرة الحوثيين على وقع بعض القرارات التي تبنتها الجماعة، وإجراءاتها المتعنتة وتضييقها على المواطنين اليمنيين، فضلاً عن تداعيات التصعيد مع إسرائيل، كذلك شهدت اليمن اشتعالاً لأزمة التنافس النقدي والمالي بين مليشيا الحوثيين والحكومة الشرعية اليمنية.
على المستوى الخارجي، غلب على التفاعلات الخارجية تجاه اليمن التركيز على التنديد بالهجمات الحوثية التي تستهدف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وسعي واشنطن الاستمرار في التضييق على الحوثيين، جنباً إلى جنب مع تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.