انعكاسات الضغوط: هل يتراجع الدعم الإيراني للحوثيين؟
- 18 Jul 2025
يكشف إعلان قوات المقاومة الوطنية اليمنية، في 17 يوليو 2025، عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية ضخمة تضم نحو 750 طناً من المعدات والذخائر، كانت في طريقها إلى معاقل مليشيا الحوثيين، أن الضغوط الإقليمية والدولية تتزايد على إيران من أجل كبح جماح نفوذها الإقليمي، الذي تعرَّض لضربات قوية خلال المرحلة الماضية، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في 8 ديسمبر 2024، والقضاء على القسم الأكبر من القدرات العسكرية لحزب الله اللبناني، وانخراط إيران نفسها في حرب مباشرة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 13 إلى 24 يونيو 2025.
ورغم أن ضبط شحنة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين لا يعبر عن ظاهرة جديدة، حيث سبق أن ضبطت شحنات أسلحة سابقة من قبل أطراف عديدة، إلا أن التطور الأخير اكتسب أهمية وزخماً خاصاً، لا سيما أن الشحنة – حسب ما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية التي أشادت بالعملية – هى الأكبر في تاريخ إحباط تهريب الأسلحة إلى المليشيا، وهو ما يطرح دلالتين: الأولى، تتمثل في أن إيران ربما تتجه – على عكس ما أشارت تقديرات عديدة – إلى توسيع نطاق الدعم العسكري الذي تقدمه للمليشيا الحوثية.
والثانية، تتعلق باحتمال تكرار ضبط هذه الشحنات خلال المرحلة القادمة، في ظل تزايد الاهتمام الدولي والإقليمي بما يجري في اليمن، خاصة بعد أن فرضت العمليات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب تهديدات مباشرة لحركة التجارة والملاحة، والتي وصلت ارتداداتها سريعاً إلى مختلف أنحاء العالم.
دوافع عديدة
على ضوء ذلك، يمكن القول إن إيران ليست في وارد التراجع عن تقديم مزيد من الدعم للمليشيا الحوثية. وربما لا يمكن استبعاد أن تكون قد نجحت فعلاً – بالتوازي مع ضبط بعض شحنات الأسلحة – في تهريب شحنات أخرى إلى داخل معاقل الأخيرة. ويعني ذلك أن كل الضغوط التي تتعرض لها إيران في المرحلة الحالية لن تثنيها عن التمسك بهذه السياسة، وهو ما يمكن تفسيره في ضوء دوافع عديدة:
ختاماً، يمكن القول في النهاية إن إيران لا تملك "ترف" التراجع عن مواصة تقديم الدعم العسكري لمليشيا الحوثيين. وحتى في حالة ما إذا ضبطت شحنات أسلحة جديدة، فإن ذلك لن يثنيها عن مواصلة السياسة نفسها، لا سيما أن تعزيز التمدد في الخارج يعد أحد الأركان الرئيسية لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي لا يستطيع التغاضي عنه بسهولة.
The stated views express the views of the author and do not necessarily reflect the views of the Center or the work team.
Comments